عداد الزوار

المسجد المهجور (قصه واقعيه)





الموضوع منقول من مدونة دردشة عربى  وقد نقلتها لكم من تاثرى بها لعل الله ينفع بها احد

أخواني الأعزاء


تلك قصة حقيقيه حدثت مع الأستاذ إبراهيم المرواني ...وقد ذكرها في شريطه (دمعة من هنا ودمعة من هناك )


فلنقرأها بعيون قلوبنا فهي أقرب للخيال منها للواقع


أترككم مع القصة لعل الله أن يجعل لنا فيها العبره والفائده :






***


كنا في جده في بيت الوالده حفظها الله في صباح الجمعه ...


وعند الضحى سألت خالي ما رأيك نطلع مكه نصلي الجمعه هناك و نرجع على طول ؟؟


قال فكره طيبة ... نشرب الشاي ونطلع


قلت الآن .. قبل ما يكسلنا الشيطان .. ولك علي اشتري لك شاي أول ما نوصل... حتى نلحق ندخل الحرم قبل الزحمة فاليوم جمعه .. وكل أهل مكه يصلوا هناك


ونحن في الطريق السريع ... لفت نظري قبل مكه بحوالي خمسة واربعين كيلومتر أو تزيد قليلا في الناحية الأخرى من الطريق .. بيت ابيض من بيوت الله ... مسجد .. ولفت نظري لعدة اشياء


لونه ابيض رائع ... و مئذنته جميلة و عالية نسبيا مبني على أسفل سفح جبل او على تلة تقريبا .. مما يجعل الوصول إليه يبدو صعبا قليلا .... خاصة على كبار السن .. وإن كان واضح أن من بنى المسجد بناه على هذه الصورة حتى يظهر للناس من بعيد ... إن في هذا المكان مسجد ,


المسجد كان مهدم .. او بمعنى أصح .. كان عبارة عن ثلثي مسجد فقط ... و الجزء الخلفي مهدوم تماما .. و لا يوجد ابواب او حتى شبابيك .. وليس اكثر من مسجد مهجور مرتفع عن الأرض


لا أعلم لماذا ظل منظر هذا المسجد في قلبي ... وصورته ما فارقت خيالي ابدا .. يمكن لشموخه و وقوفه ضد السنين ... الله أعلم


***


وصلنا مكه ولله الحمد ... ووقفنا السيارة خارجها نظرا لشدة الزحام وصلينا وسمعنا الخطبة


بعد الصلاة .. ركبنا سيارتنا وأخذنا طريق العوده


للمرة الثانية ... لا أعلم لماذا ... ظهرت صورة نفس المسجد في بالي ...المسجد الأبيض المهجور


جلست أكلم نفسي ... بعد شويه يظهر لنا المسجد


جلست التفت لليمين وانا أبحث عنه


اذكر ان بجانبه مبنى المعهد السعودي الياباني بحوالي خمسمائة متر و كل من يمر بالخط السريع يستطيع أن يراه


مررت بجانب المسجد ونظرت إليه .. ولكن لفت انتباهي شئ


سيارة .. فورد زرقاء اللون تقف بجانبه


ثواني مرت وانا افكر ..


من موقف هذه السياره هنا ؟ .. وماذا يفعل صاحبها؟ .. ثم اتخذت قراري سريعا


هديت السرعه ولفيت لليمين على الخط الترابي ناحية المسجد ... ليقضي الله أمرا كان مفعولا ... وسط ذهول خالي وهو يسألني


خير في شيئ ؟؟؟ خير ماذا حدث ؟؟؟


اتجهت لليمين من عند المعهد السعودي الياباني في خط ترابي لحوالي خمسمائة متر .. ثم يمين مرة أخرى ... ثم داخل اسوار لمزرعة قديمة ... حتى توجهت للمسجد مباشرة


سألني خالي خير .. ماذا بك رد علي ؟؟


قلت ابدا .. بشوف صاحب تلك السيارة ماذا عنده


قال ... مالنا ومال الناس


قلت خلينا نشوف .. وبالمرة نصلي العصر.. اعتقد أذن خلاص






شافني مصمم ومتجه بقوة للمسجد راح سكت


***


وقفنا السيارة في الأسفل ... وطلعنا حتى وصلنا للمسجد ...


وإذا بصوت عالي ... يرتل القرآن باكيا .. ويقرأ من سورة الرحمن ...


وكان يقرأ هذه الاية بالذات ( كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)


فكرت أن ننتظر في الخارج نستمع لهذه القراءة ..


لكن الفضول قد بلغ بي مبلغه لأرى ماذا يحدث داخل هذا المسجد ... المهدوم ثلثة ... والذي حتى الطير لا تمر فيه


دخلنا المسجد .. وإذا بشاب وضع سجادة صلاة على الأرض ... في يده مصحف صغير يقرأ فيه ... ولم يكن هناك أحدا غيره


وأؤكد...


لم يكن هناك أحدا غيره


قلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نظر إلينا وكأننا افزعناه ... مستغربا من حضورنا .. ثم قال


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


سألته صليت العصر؟


قال .. لا


قلت طيب هل أذنت ؟


قال لا... كم الساعة ؟


قلت وجبت صلاة العصر خلاص


أذنت .. ولما جيت أقيم الصلاة ... وجدت الشاب ينظر ناحية القبلة و يبتسم


غريبة ابتسامته !!!


يبتسم لمين ؟


وما السبب !!!


وقفت اصلي ... إلا وأسمع الشاب يقول جملة طيرت عقلي تماما


قال بالحرف الواحد


أبشر ... جماعه مرة وحدة


نظر لي خالي متعجبا ... فتجاهلت ذلك ... ثم كبرت للصلاة وانا عقلي مشغول بهذه الجملة ( أبشر جماعة مرة وحدة )


يكلم مين ؟؟؟ .. لايوجد معنا أحد !!! ... أنا متأكد إن المسجد كان فاضي ...


يمكن احد دخل من غير ما اشوفه ؟؟ ... هل هو مجنون؟؟ ...


لا أعتقد ابدا ... طيب يكلم مين !!!


صلى خلفى ... وانا تفكيري منشغل بيه تماما


بعد الصلاة ... أدرت وجهي لهم ..


وحين أشار لي خالي للانصراف.. قلت له ..


روح انت استناني في السيارة وسألحقك


نظر لي ... كأنه خايف علي من هذا الشاب الغريب


الذي يتوقف عند مسجد مهجور


الذي يقرأ القرآن في مسجد مهجور


الذي لا نعلم يكلم من ... حين يقول


( أبشر جماعة مرة وحده )


اشرت إليه أني جالس قليلا


نظرت للشاب وكان مازال مستغرقا في التسبيح ... ثم سألته


كيف حال الشيخ ؟


فقال بخير ولله الحمد


سألته ما تعرفت عليك


فلان بن فلان


قلت فرصة سعيدة يا أخي ... بس الله يسامحك .. أشغلتني عن الصلاة


سألني لماذا ؟


قلت ... وانا اقيم الصلاة سمعتك تقول


أبشر جماعة مرة وحده


ضحك ... وقال وماذا فيها؟


قلت ... ما فيها شيئ بس .. انت كنت تكلم مين !!!


ابتسم ... ونظر للأرض وسكت لحظات ... وكأنه يفكر .. هل يخبرني ام لا ؟


هل سيقول كلمات أعجب من الخيال


أقرب للمستحيل


تجعلني اشك أنه مجنون


كلمات تهز القلوب


تدمع الأعين


ام يكتفي بالسكوت!!!


لو قلت لك .. رايح تقول علي مجنون


تأملته مليا ... وبعدين ... ضممت ركبتي لصدري ... حتى تكون الجلسة أكثر حميمية .. أكثر قربا .. أكثر صدقا .. وكأننا أصحاب من زمان


قلت .. ما أعتقد انك مجنون ... شكلك هادئ جدا ... وصليت معانا ولا سمعت لك حرف نظر لي ... ثم قال كلمة نزلت علي كالقنبلة .. جعلتني افكر فعلا .. هل هذا الشخص مجنون !!!


كنت أكلم المسجد


قلت .. نعم !!!


كنت أكلم المسجد


سالته حتى أحسم هذا النقاش مبكرا ... وهل رد عليك المسجد ؟


تبسم ... ثم قال .. ما قلت لك ... حتقول علي مجنون ..


وهل الحجارة ترد .. هذه مجرد حجارة


تبسمت ... وقلت كلامك مضبوط .. طالما انها ما ترد ... طيب ليه تكلمها !!


قال هل تنكر .... إن منها ما يهبط من خشية الله


قلت سبحان الله ... كيف انكر وهذا مذكور في القرآن


قال طيب ... و قوله تعالى ( وإن من شئ إلا يسبح بحمده )


قلت ماني فاهمك


قال سأخبرك نظر للأرض فترة وكأنه مازال يفكر


هل يخبرني ؟؟


هل أستحق أن أعلم ؟؟


ثم قال دون أن يرفع عينيه


انا انسان احب المساجد .. كلما شفت مسجد قديم ولا مهدم او مهجور ..


افكر فيه ...افكر في ايام كان الناس يصلون فيه


واقول .. أكيد هذا المسجد الآن مشتاق للصلاة فيه ..


أكيد يحن لذكر الله


أحس ... أحس إنه ولهان على التسبيح والتهليل ..


يتمنى لو آية تهز جدرانه ..


وأفكر ... وافكر .. يمكن يمر وقت الآذان وتلقى المئذنة مشتاقة ...


و تتمنى تنادي ... حي على الصلاة ...


وأحس إن المسجد .... يشعر انه غريب بين المساجد ...


يتمنى ركعة .. سجدة ..


أحس بحزن في القبلة ... تتمنى لا إله إلا الله ..


ولو عابر سبيل يقول الله اكبر ... وبعدين يقرأ ( الحمدلله رب العالمين )


اقول في نفسي والله لأطفئ شوقك ..


والله لأعيد فيك بعض ايامك ..


اقوم انزل ... وأصلي ركعتين لله ... واقرأ فيه جزء من القرآن


لا تقول غريب فعلي .. لكني والله ... احب المساجد


أدمعت عيني ... نظرت في الأرض مثله حتى لا يلاحظها ..


من كلامه .. من احساسه .. من اسلوبه .. من فعله العجيب ..


من رجل تعلق قلبه بالمساجد


مالقيت كلام يقال ..


واكتفيت بكلمة الله يجزاك كل خير


بدأ خالي يستعجلني .. قمت ... وسلمت عليه ....


قلت له ... لا تنساني من صالح دعاك


وانا خارج من المسجد قال وعينه مازالت في الأرض


تدري .. ماذا أدعي دائما وانا خارج


نظرت إليه وأنا افكر .. أتمنى الزمن يطول وانا أنظر إليه ..


من كان هذا فعله .. كيف يكون دعائه؟؟ وما كنت أتوقع ابدا هذا الدعاء


اللهم


اللهم


اللهم


إن كنت تعلم أني آنست هذا المسجد بذكرك العظيم ... وقرآنك الكريم ... لوجهك يا رحيم .. فآنس وحشة أبي في قبره وأنت ارحم الراحمين


حينها تتابع الدمع من عيني .. ولم استحي أن أخفي ذلك ..


أي فتى هذا .. وأي بر بالوالدين هذا ؟؟؟؟


ليتني مثله .. بل ليت لي ولد مثله


كيف رباه ابوه ؟؟ .. أي تربية ؟؟ ..


وعلى أي شئ نربي نحن أبناءنا ؟؟


هزني هذا الدعاء ...


اكتشفت اني مقصرا للغاية مع والدي رحمه الله ..


وكم من المقصرين بيننا مع والديهم سواء كانوا أحياء او أموات...


ارى بعض الشباب حين تأتي صلاة الجنازة أو حين دفن الأب ...


اراهم يبكون بحرقة ... يرفعون اكفهم بالدعاء بصوت باكي ... يقطع نياط القلوب ...


وأتفكر .. هل هم بررة بآبائهم إلى هذه الدرجة ؟؟..


أم أن هذا البكاء محاولة لتعويض ما فاتهم من برهم بوالديهم !!! ..


أم أنهم الآن فقط .. شعروا بالمعنى الحقيقي ... لكلمة أب .. او كلمة أم

4 التعليقات:

أنا - الريس يقول...

ادمعت عيني وقلبي فاليرحمك الله

ويكا يقول...

اللهم امين

ahmed_k يقول...

بارك الله فيك أخي ويكا على وضعك لتلك القصة في مدونتك الرائعه هذه

ويكا يقول...

وفيك يا اخ احمد